انت لست ملك نفسك , فكيف تملك الاشياء من حولك؟ خاطرة للدكتور عثمان جيلان معجمي

خاطرة للدكتور عثمان جيلان معجمي
انت لست ملك نفسك , فكيف تملك الاشياء من حولك؟ لم تستطع ايجاد نفسك , فهل تظن ان اموالك واملاكك اوجدتها انت بنفسك , و بقدرتك وذكائك , وانها فعلا ملكك؟؟ كلا والف كلا
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) الكهف , تأمل الآيات السابقة , كيف ان الله تعالى هو الذي يقوم بترتيب رزق الانسان , فالله تعالى يتحدث عن رجلين , الرجل الاول جعل الله له جنتين , ثم يشرح الله لنا كيف احاطها بنخل بنفسه , وجعل بينهما زرعا بنفسه , وجعلها تؤتي ثمرها و أكلها بقوته وارادته , فالله هو الذي يزرع , وهو الذي يرتب الاشياء , وليس بجهد ذلك الرجل أو ذكائه (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) سورة ق ) حتى الاولاد والذرية , هو الذي يخلقهم في الارحام خلقا من بعد خلق (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) سورة ق) , وجميع ما يملكه الانسان من زروع وثمار واملاك واولاد , انما هي عطية من الله , وهي ملك لله , وفي اي لحظة , وفي أي وقت يأخذها الله من الانسان في قمة فرحه بها , مثل قارون الذي قال له قومه (لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) سورة القصص) فخسف الله به وبداره الارض , واحيط بثمر الرجل الذي جعل الله له جنتين (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) سورة الكهف)
اذن , ليعلم الانسان , ان ما لديه من اموال ومزارع واملاك , انما هي من الله , وملك لله , ليختبره فيها , فإن اتى حقها وشكر الله , زاده الله , وان لم يؤد حقها , سلبها الله